Pages

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

خمسة أساليب ادارية شائعة تقتل انتاجية العمل



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد،،

نعود اليوم لنتحدث عن جزئية ادارية مهمة وهي الإنتاجية في العمل، خاصة وأن انتاجية العمل هي من الأركان الأساسية لنجاح أي شركة أو مؤسسة أو مشروع، وهذه الأيام أصبح من الضروري تحسين الإنتاجية وسط التنافس الشديد في السوق، فلا مجال للخسارة أو ضعف الإنتاجية.
وهناك عدة أمور مهمة يقوم بها الكثير من المدراء، عن قصد وعن غير قصد تؤثر على انتاجية الموظفين سواء ايجابياً أو سلبياً وقد تحدثت سابقاً عن سبل تحفيز الموظفين وخلق بيئة عمل ايجابية، اضافة الى تحسين الإنتاجية في العمل وخلق روح ايجابية بين الموظفين.
وفي هذه التدوينة أود أن اتحدث عن عدد من الأساليب التي يقوم الكثير من المدراء بتطبيقها وتقتل الإنتاجية في العمل وهي:

1- أسلوب ادارة المشروع: هناك نوعية من المدراء يحبون ادارة كافة عناصر المشروع بأنفسهم، مع استخدام موظفيهم كأدوات لتنفيذ خططهم لا لنجاح المشروع، فمثلاً يطلب المدير من الموظف أن ينجز أمر ما ومن ثم يأخذ المدير النتيجة ويقوم بإكمال المشروع بنفسه.
الأمر الذي يغفل عنه الكثير من المدراء أن هذا الموظف يستثمر وقتاً وجهداً لا بأس به في انجاز هذا العمل وادارة هذا المشروع، ولا نغفل الجانب العاطفي أيضاً وهو الذي يجعل الموظف يتعلق بالمشروع ويعطي كل ماعنده.
وأخذ المدير زمام المشروع من الموظف قبل انتهائه يولد لدى الموظف شعور بعدم الثقة، وهذا الإهتزاز يؤثر بشكل كبير على انتاجية الموظف وحبه للعمل، وبالتالي فإن المدير يكون قد قتل الموظف عبر هذا العمل.
الحل لذلك يكون بالعمل كفريق وتقسيم الأدوار، ولا ننسى أن المدير هو جزء من الفريق، لا يجب أن يدير المشروع شخص واحد، بل يجب أن يدلو كل شخص بدلوه والمشاركة في اتمام المشروع ونجاحه ومن ثم رفع التقرير الى المدير المسؤول.

2- الاجتماعات الغير مهمة: الكثير، ونعم أقصد الكثير من المدراء يحبون الاجتماعات المتكررة بهدف التعرف على سير المشاريع والشركة والعمل، وهذا جيد ولكن كثرة هذه الاجتماعات تصيب الموظفين بالملل.
الموظف يأتي الى الشركة ليعمل وينجز لا ليشعر بأنه يتم التحقيق معه بشكل يومي، اضافة الى هذا فإن كثرة هذه الاجتماعات لن تعطي الوقت الكافي للموظفين لإنهاء عملهم، وبالتالي تضعف الإنتاجية وتتأثر النتيجة.
عملت سابقاً مع مدير يقوم بترتيب 3 اجتماعات اجبارية يومياً فقط بهدف التعرف على سير المشاريع.. كيف للموظف أن ينجز ويحضر الإجتماع في نفس الوقت؟
الحل لهذا الموضوع هو تخطيط الاجتماعات بحسب اهميتها والغاء الاجتماعات الغير مهمة واللا فائدة منها، أيضاً من المهم ادارة الاجتماعات بالشكل الصحيح وبالسرعة المناسبة، هناك اجتماعات يجب أن تكون سريعة، وبعضها يجب اعطاءه بعض الوقت، أيضا يجب ادارة الاجتماعات حسب اولويات الاجندة الموضوعه والمشاريع لا حسب منصب الشخص او عمره.

3- الوقوف في وجه المتميزين: بعض المدراء يتولد لديهم احساس عدم الأمان فور ملاحظتهم لموظف متميز في الفريق، ولا أريد هنا الخوض في موضوع الحروب والساسية العملية لأنه متشعب، ولكن من الضرروي على المدير الإقتناع بأن نجاح الموظف هو من نجاحه، وأن هذا الموظف هو عنصر مهم في تحقيق نجاح المشروع والشركة، وأن هذا الموظف يجب معاملته بشكل مميز حتى يواصل تميزه، مع تشجيع زملاءه على السير على خطاه وبالتالي انشاء فريق متميز يحقق كافة الاهداف الموضوع ويفوقها.

4- التحدث بشكل علني عن الموظف: من خلال خبرتي وجدت الكثير من المدراء يثنون على موظفيهم أمام الجميع وهذه وسيلة فعّالة جداً في رفع الروح المعنوية لدى الموظف وتشجيعه على تحقيق المزيد.
ولكنني ايضاً وجدت مدراء يعاقبون موظفيهم علناً أمام الجميع، ويوبخونهم ويشككون في قدراتهم، وهذا في رأيي أمر قاتل لأنه لا يصيب الموظف بالإحباط فقط، بل بالإهانة والإحراج والكثير من الموظفين يقدمون استقالتهم بعد ذلك مباشرة وبالتالي تخسر الشركة موظفاً سخر وقته وجهده لنجاحها.
الحل يكمن في للإنتباه لهذا الأمر وأن كان هناك أمر خاطئ، يمكن للمدير مناقشته مع المدير على انفراد بدلاً من مناقشته بشكل علني.

5- تخويف الموظفين: مررت أيضا بمدراء يقومون بتخويف الموظفين فور قيامهم بخطأ ما، منهم من يهددهم بخصم الراتب ومنهم من يهددهم بالإقالة، وهذان الأمران خاطئان لانهما لا يشعران الموظف بالأمان وبذلك يفقد الموظف التركيز ولا يستطيع انجاز عمله بطريقة صحيحه.
الحل يكمن في الثقة في الموظف، وهناك تقييم لكل موظف ولكل مشروع ويجب اعطاء الموظف القدر الكافي من الوقت والدعم حتى يستطيع انجاز عمله بطريقة صحيحه، ومن ثم يتم التقييم والمحاسبة بشكل عادل ومنفرد.

6- المحاباة: المحاباة هي من أكثر الأمور شيوعاً في العمل، فهناك من يميز قريبه عن باقي افراد الفريق، وهناك من يميز بني جنسه عن الباقين.. وهكذا، وهذه الأمور صعب حلها حقيقة وهي منتشرة في كافة الشركات حول العالم ولكنني هنا أقوم بطرحها بهدف التقليل منها والتعريف بها لعلي اساعد في التخلص منها.
الكثير من المدراء لا ينظرون الى عناصر الخبرة والقدرات والإنجاز عند تمييز موظف عن آخر، فنرى مثلاً كلمات الثناء تنهال على الموظف لانه صديق أو من نفس جنسية المدير، مع انه لم ينجز، ونرى أيضاً كلمات التوبيخ تنهال على موظف أنجز عشرات المشاريع بنجاح.
الحل يكمن في الإنتباه لهذه النطقة حيث أن عنصر العدل مهم في بيئة العمل ومؤثر جداً في الإنتاجية، فالخاسر الأكبر هي الشركة من هذا التمييز وليس المدير، ولذلك يجب التخلص من هذا المفهوم والتعامل مع الجميع بشكل عادل ومحترف.
كانت هذه بعض الأساليب الشائعة لدى الكثير من المدراء والتي يجب التخلص منها فوراً، فلا يوجد شركة أو مؤسسة لا تود تحقيق النجاح، ولهذا يجب على الجميع الوعي بتلك الأساليب السلبية والتخلص منها.

وفقكم الله

0 comments:

أخي الحبيب اعلم أن رأيك يهمنا , فإن كان نقداً فسيجعلنا نصلح من أنفسنا , وإن كان مدحاً فهو وسام على صدورنا , رجاء تجنب استعمال التعليقات لبث روابط إعلانية. كذلك ننبه إلى ضرورة الالتزام بصلب الموضوع و عدم الخروج عليه و لمزيد من التوضيحات يمكنك أخي الزائر قراءة سياسة الاستخدام الخاصة بالمدونة , وتذكر قول الله عز وجل (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

إرسال تعليق