Pages

الاثنين، 16 يناير 2012

الآن الثورة في حاجة للتوافق ..!



الآن الثورة في حاجة للتوافق ..!
 
 
 
كتب : سمير البحيري

يبدو أن الشعب عندما قام بثورته ضد نظام ظالم فاسد، لم يع اغلبيته ان الثورة لابد وأن يقابلها ثورة
على النفس أى يغير كل فرد وتنظيم من سلوكه واسلوبه الذي كان عليه سنوات ماقبل الثورة،
سواء الأجيال التي ولدت في عصر المخلوع أو نهاية حكم عبد الناصر أو فترة حكم السادات،
وهم قوام وعصب قوى الشعب الآن ومطالبون بقيادة السفينة التي ظلوا يشاهدونها وهى في عرض البحر
بقيادة الرئيس المخلوع و شلته مستسلمين لأمر فرضه واقع قذر أفرزه النظام السابق ،وعندما آلت لهم القيادة
من قلب ميدان التحرير وفي ميادين مصر بمدنها وقراها ونجوعها، تسابق الجميع نحو السفينة
مستعجلين إبحارها الى الآفاق الواسعة نحو المستقبل..دون ان ينفضوا عنهم غبار الماضي والآلام السياسية
التي أوجعتهم وأرقتهم عشرات السنين، ونتيجة الاندفاع غير المحسوب و"المتحمس" من الجميع،
ظل غبار الماضي عالقا ملتصقاً بنا،معتقدين أن زوال نظام فاسد كافٍ لتُبحر سفينة المستقبل بأمان
دون مخاطر وهنا الخطأ من جميع القوى السياسية دون إستثناء، فجميعهم استعجل حجز كرسيه
على متن السفينة دون معرفة اتجاهها وخط سيرها..وكأن الحلم توقف عند النجاة فقط دون وضع فلسفة مابعد النجاة،
وأعني هنا الاستراتيجية التي رسمها كل طرف من تلك القوى لتكون بلورة لمستقبل بلد عانى من كل صنوف الفساد،
ومن تراجع مخيف على كافة الأصعدة.

وكان يجب على كل طرف يرى في نفسه أنه الأجدر بقيادة السفينة أن يغير من جلده ويقدم نفسه للشعب
بشكل أفضل لاعلاقة له بالماضي الكئيب،وبفكر راق يعبر عن طموحات كل طبقات الشعب..
التي قتلها النظام السابق وأودعها أدراج الفساد الكثيرة في كل دواوين الدولة..
فالزمان ما عاد هو الزمان والوقت أيضاً تغير وتغيرت معه كل الموازين، فخارطة الوضع السياسي المصري
حدثت فيها تغييرات لم يشعر بها أحد ولن يحسها العامة سوى بعد الانتخابات التشريعية
وبلورة شكل الدولة والذي سيكتمل بانتخاب رئيس قادم.

وهذا مايعني أن كل القوى السياسية عليها أن تتعامل مع واقع فرضته ثورة شعب وتتأقلم معه..
وتقدم مايؤكد أنها تغيرت مع الثورة،وتفاجأ هذا الشعب بواقع ظل يحلم به عشرات السنين ،
فالمشاكل التي تراكمت تحتاج لأفكار تجد لها الحلول السريعة،رغم صعوبة المرحلة وتداعياتها،
فضرورة المرحلة المقبلة تحتم على تلك القوى أن تخلع عباءة ألبستها لنفسها.. أو ألبسها لها النظام السابق،
اذا كانت جادة في قيادة سفينة البلاد،ويأتي في مقدمة تلك القوى الاخوان المسلمون تحت مظلة(حزب الحرية والعدالة)
والأحزاب التي رأت النور بعد الثورة، فالشعب ليس لديه رصيد من الوقت ليعطيه لمن سيقود في القريب العاجل،
أياً كان الطرف الذي سيأتي اسلامياً كان أو ليبرالياً أو غير ذلك،فإن لم يتغير أي من تلك الأطراف
ويصل بطموحات الشعب الي السقف الذي يحلم به بنسبة تتعدي الـ 70%
فلابد وأن يعرف أنها نهايته التي قد تحرقه للأبد بالمعنى السياسي، والدلائل تشير ان (حزب الحرية والعدالة)
قد يحصل على الأغلبية في مقاعد البرلمان ويأتي بدرجة أقل خلفة حزب( النور ) ولو تحقق ذلك لأي منهما
ستكون المرة الأولى التي يصل فيها الاسلاميون للبرلمان المصري ويقودون السفينة للمرة الأولى أيضاً،
بما يعني أنهم لابد وأن يقدموا أنفسهم لكل طوائف الشعب بأنهم بالفعل يسايرون العصر الذي نعيش فيه
وقادرون على تقديم النموذج الإسلامي بشكل ينحني له المتخوفون والمنتقدون لوصولهم لسدة الحكم..
النموذج الإسلامي امامه فرصة ذهبية لتحقيق ذلك فيما لو فشل( لا قدر الله ) فإنه يكون حرق نفسه وللأبد.

ولن يتحقق كل ذلك سوى بالتوافق مابين كل التيارات سواء من اختارهم الشعب أو من لم تصيبهم اختياراته
فكلنا ابناء هذا البلد واذا كنا جادين في نجدتها فعلينا ـ استعياب كل من الآخر ـ لا لتخوينه ومناصبته العداء
مجرد أن معتقداته تختلف ومانعتقد نحن به ..

فالآن والآن فقط نحن في حاجة للتوافق
 

0 comments:

أخي الحبيب اعلم أن رأيك يهمنا , فإن كان نقداً فسيجعلنا نصلح من أنفسنا , وإن كان مدحاً فهو وسام على صدورنا , رجاء تجنب استعمال التعليقات لبث روابط إعلانية. كذلك ننبه إلى ضرورة الالتزام بصلب الموضوع و عدم الخروج عليه و لمزيد من التوضيحات يمكنك أخي الزائر قراءة سياسة الاستخدام الخاصة بالمدونة , وتذكر قول الله عز وجل (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

إرسال تعليق