Pages

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

مفهوم التسويق في العالم العربي


http://blog.dotaraby.com/wp-content/uploads/2012/11/%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82-%D8%AF%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%89-1.jpg

السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته

أود في هذه التدوينة التطرق الى موضوع لاحظته منذ فترة ليست بالقصيرة في العالم العربي، وهو مفهوم التسويق، والذي في وجهة نظري يجعل مفهومه الصحيح الكثير الكثير من الناس الشركات والمؤسسات.. ليس بسبب فقر التعليم أو الممارسة، بل لأن قليل من الناس من قام بتحليل فعالية هذا المفهوم في العالم العربي ومدى جدوته ومدى صحة تطبيقه.

فلو سألنا أغلب الشركات والمؤسسات ان سألناها عن مفهوم التسويق لأجابنا مدير التسويق لديها بأن التسويق هو التالي:

1- وضع اعلانات بأكبر قدر ممكن في الصحف والشوارع وعلى جدران المباني.

2- رعاية الفعاليات المختلفة منها الرياضية والثقافية والاجتماعية وغيرها.

وقد يخبرنا أيضا بأن الإعلان على الفيسبوك هو أداة تسويق فعالة.
وانا هنا لا أشكك بالوسائل التسويقية أعلاه حيث انها ناجحة ومؤثرة، ولكن ينقصها الخطة والوعي، فيجب على مدير التسويق أولاً دراسة السوق ومعرفة شرائح المجتمع المستهدفة، وماذا يريدون وما الذي يؤثر بهم، وذلك لأن عنصر البحث ضروري جداً قبل البدء في أي حملة أو التسويق لأي منتج.

بعد ذلك يجب معرفة أفضل الوسائل التي تصل الشركة بشرائح الجمهور المستهدفة لتسويق المنتج المطلوب أو تحقيق أهداف الحملة ورسائلها، ان كان ذلك عن طريق اعلانات الصحف أو رعاية الفعاليات المختلفة ليكن ذلك، ولكن مع وضع رسائل تسويقية معينة للشريحة المستهدفة، واستخدام الوسيلة المناسبة للرسالة التي تود الشركة ايصالها عن المنتج أو الحملة.
اضافة الى هذا فإنه الضروري التنويع بين الوسائل المستخدمة، نجد أغلب الشركات في العالم العربي تستخدم رسائل الجوال النصية SMS بشكل كبير، وهذا حقيقة يزعج المستخدمين وله أثر عكسي، حيث انه لن ينظر أحد الى المنتج أو الحملة ان شعر بأن هناك من يجبره على ذلك! ونفس الحال ينطبق على البريد الألكتروني، فعن غير قصد تقوم الشركات بإرسال عدد هائل من الرسائل ظناً منها أنها تقوم بتأكيد الرسالة وتسويق المنتج، ولكن في حقيقة الأمر أنها تقوم بتنفير الجمهور منه.

التسويق في وجهة نظري المتواضعة يجب أن يبنى على هذه العناصر:

1- دراسة السوق.

2- وضع الخطة.

3- وضع الوسائل المناسبة لتنفيذ الخطة مع جدول زمني، ووضع اللغات التي يجب استخدامها للتخاطب عبر الاعلانات والعلاقات العامة، حيث في أغلب الأحيان يفضّل عدم استخدام لغة واحدة.

4- تنفيذ الخطة.

5- التقييم والمراجعة (تقييم مدى فعالية الخطة ونجاحها ومراجعة بعض عناصرها للتحسين).

وفي وقتنا الحاضر تقوم الكثير من الشركات بالتعاقد مع مؤسسات متخصصة بالإعلان والتسويق لتخطيط وتنفيذ حملاتها، وهذا له ايجابيات كثيرة منها التخصص والوصول الى شرائح خارج المنطقة الجغرافية للشركة.
ومن الضروري أن يكون عنصر الأبداع حاضراً، لأن الكثير من الشركات تقوم بنسخ الأفكار من بعضها البعض، وهنا الخطأ يقع على الطرفين، مدير التسويق، وأيضاً على مؤسسة التسويق التي تعمل معها الشركة لتسويق منتجاتها، وذلك لأن الكثير من مؤسسات التسويق في عالمنا العربي تفتقر الى الإبداع وتقوم بنسخ الأفكار.. لهذا فمن الضروري على مدير التسويق في الشركة أن يعي ذلك.

وأكبر مثال على ذلك شهر رمضان المبارك، كافة الشركات في العالم العربي الا ما ندر تقوم باطلاق حملات تسويقية على التلفزيون والصحف والوسائل الأخرى مطابقة لما تم اطلاقه في السنوات الماضية، ومنها:

1- أغنية أو نشيد: تقوم الشركة بطرح اغنية أو نشيد حول الشهر الكريم، مضحكة كانت أم جادة.. ولكن الفكرة هي نفسها.

2- دراما سريعة لأطفال أو كبار في اللباس الشعبي.

3- دراما سريعة حول موضوع يتعلق في رمضان.

4- اغراق السوق والصحف باعلانات حول مأكولات واجواء رمضان دون هدف، فقط لأن الوقت هو وقت شهر رمضان.

5- أستخدام وجه اعلاني لا يمت للعالم العربي بصلة!

من الصواب طبعاً ربط الحملة بأجواء الشهر الكريم وذلك لتكون أقرب الى الجمهور، ولكن في حقيقة الأمر لو راجعنا الإعلانات التي عرضت في شهر رمضان الماضي للاحظنا أن أغلبها كان يفتقر الى الرسالة، حتى انه في أحد الاعلانات التلفزيونية قام الجمهور بحفظ الأغنية ونسيان أسم الشركة التي أنتجتها! وبهذا لم يتحقق الهدف للشركة لأن الجمهور لم يعرف ما هو المنتج المراد تسويقه ولا حتى أسم الشركة! وهذا ما دفع الشركة بتعديل الإعلان في الجزء الأخير من رمضان ووضع أسم الشركة والمنتج بشكل واضح في نهاية الإغنية.

وأختم هنا بعنصر هام جداً، وهو العلاقات العامة.

لا توجد حملة تسويقية ناجحة لوحدها، بل يجب أن يعمل فريق التسويق مع فريق العلاقات العامة جنباً الى جنب، وذلك لأن الجمهور يعي أن الاعلانات التي يراها في كل مكان هي مدفوعه وهناك من يريد التسويق لأمر ما من خلالها.

العلاقات العامة تلعب دوراً مهما من خلال المقالات الصحفية، المؤتمرات الصحفية، والتواصل المباشر مع الجمهور والتحدث معه، وهناك أيضا يأتي دور التسويق عبر وسائل الاعلام الإجتماعي لأنها أيضاً أداة تواصل مباشر مع الجمهور.



0 comments:

أخي الحبيب اعلم أن رأيك يهمنا , فإن كان نقداً فسيجعلنا نصلح من أنفسنا , وإن كان مدحاً فهو وسام على صدورنا , رجاء تجنب استعمال التعليقات لبث روابط إعلانية. كذلك ننبه إلى ضرورة الالتزام بصلب الموضوع و عدم الخروج عليه و لمزيد من التوضيحات يمكنك أخي الزائر قراءة سياسة الاستخدام الخاصة بالمدونة , وتذكر قول الله عز وجل (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

إرسال تعليق