Pages

الأحد، 22 يناير 2012

الاخوان والعسكرى..اتفقوا أن مصر زى «القفة بودنين يشيلوها اتنين»






خريطة حكم مصر بعد عودة شهر العسل بين العسكرى والإخوان

يبدو أن شهر العسل الثانى بين الإخوان والمجلس العسكرى قد بدأ بالفعل، وأن الاثنين تنتظرهما علاقة ممتدة، علاقة شراكة فى الحكم واعتراف متبادل بأن حكم مصر أكبر من أن تحتكره قوة واحدة.. بتعبير المفكر توماس فريدمان أن مصر أكبر من أن تحكمها قوة واحدة، وبالتعبير الشعبى الشهير «ان الفقة اللى بودنين يشيلوها اتنين».. والسيناريو المفضل الآن يقترب من الطبخ والإعداد.. سيناريو يقوم على اتفاق على الملفات المعلقة مثل الرئيس القادم، ووضع المؤسسة العسكرية، والدستور القادم، أو بالأحرى أهم الخطوط الحمراء فى هذا الدستور.
 
لا يرى حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان أن هناك مراكز قوى أخرى مؤثرة، أو بالتعبير السياسى مراكز قوى حرجة.. ولذلك يبدو للحزب والجماعة أن ممارسة حكم مصر مسألة وقت.. كام شهر حتى الانتخابات الرئاسية وإعداد الدستور. ولهذا من الطبيعى أن يذهب رئيس الحزب الدكتور محمد مرسى والأمين العام للحزب الدكتور الكتانتى والمرشح لرئاسة مجلس الشعب للتفاوض مع رئيس الحكومة الدكتور الجنزورى حول الأجندة التشريعية. هذا اللقاء المعلن والمصور كاشف عن لقاءات أخري، لقاءات سرية وغير معلنة وبدون كاميرات.. وإلى اتفاق أهم من الاتفاق على الأجندة التشريعية.. اتفاق على خريطة حكم مصر.. وأن كثيراً من القضايا الحساسة والمعلقة قد تم وضع تصور مبدئى أو ربما نهائى لها.

خلال الأشهر الماضية والرسائل المتبادلة واستعراض القوى نشأت ظروف دولية وأخرى محلية سهلت الاتفاق.

واشنطن لاعب أساسي.. ثمة تغيير حاكم فى نظرة واشنطن للوضع فى مصر.. فكرة الفوضى الخلاقة أو غير المحسوبة تراجعت.. فأمريكا لا تزال تنظر لاستقرار مصر كعنصر أساسى لاستمرار مصالحها فى المنطقة.. المجلس العسكرى أرسل إشارة مهمة لواشنطن عبر قضية الجمعيات الأهلية الاجنبية.. إشارة مفادها أن المؤسسة العسكرية لا تزال قوية، ولم تسكت على محاولات واشنطن لتجاهل قوة المؤسسة ووضعها التاريخي.. ويبدو أن واشنطن فهمت الإشارة جيدا.

على الجانب الآخر فإن التنظيم الدولى للإخوان ينظر بقلق بالغ لتجربة حكم الإسلاميين لمصر، ويخشى لو فشلت التجربة أن تلحق الفشل بسمعة الحكم الإسلامي.. فمصر ليست السودان أو الصومال، ولذلك فإن الإشارات والرسائل المقبلة من التنظيم الدولى تحث الإخوان على التعقل والتعامل بحكمة مع كل الأطراف فى مصر. دخلت الأوضاع الاقتصادية لتلعب دورا مهماً فى عودة المياه لمجاريها بين الإخوان والعسكري.. فلقاءات القيادى خيرت الشاطر مع عدد كبير من أهل البيزنس وخبراء اقتصاديين أفزعت الإخوان.. لأنها كشفت لهم أن حل الأزمة الاقتصادية وملفات البطالة وغيرها من المشاكل ليست بالسهولة التى تصورها الإخوان.. وأن العام القادم سيكون هو الأسوأ اقتصاديا منذ نحو عشرين عاما.. ولذلك من الأفضل أن يختار الإخوان طريق التعاون مع المجلس العسكرى بدلاً من الإصرار على الصدام مع جهة قد تدعمه اقتصاديا.. فالذراع الاقتصادية للمؤسسة العسكرية يمكن أن تلعب دوراً مهماً وحاسماً فى الأزمات الاقتصادية، وهى ذراع تتميز بالانضباط والسرعة، واستثمارات المؤسسة العسكرية قد تكون الاحتياطى الآمن لأى حكومة قادمة، خاصة أن الاحتياطى النقدى للبنك المركزى يواصل نزيفه، وبحسبة مالية بسيطة فإن هذا الاحتياطى قد يصل إلى مجرد ثلاث أو أربعة مليارات دولار لحظة تسليم مصر لسلطة مدنية.
 

0 comments:

أخي الحبيب اعلم أن رأيك يهمنا , فإن كان نقداً فسيجعلنا نصلح من أنفسنا , وإن كان مدحاً فهو وسام على صدورنا , رجاء تجنب استعمال التعليقات لبث روابط إعلانية. كذلك ننبه إلى ضرورة الالتزام بصلب الموضوع و عدم الخروج عليه و لمزيد من التوضيحات يمكنك أخي الزائر قراءة سياسة الاستخدام الخاصة بالمدونة , وتذكر قول الله عز وجل (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

إرسال تعليق