Pages

السبت، 24 ديسمبر 2011

مقتطفات من كتاب "حتى لا تكون كلاً "

تنظيم الحياة شرط لنجاحها]]


قد بنى الله سبحانه وتعالى
الكون كله على نظام دقيق مذهل
لا مكان فيه للفوضى والاضطراب، قال سبحانه : ( وخلق كل شيء فقدره تقديراً)،
وفي ضمن هذا الإحكام ولحكمة باهرة أعطى سبحانه الإنسان قدراً من الحرية والاختيار ابتلاءً وامتحاناً وخلال هذا القدر من الحرية يستطيع الإنسان أن ينظم حياته أو أن يبقيها فوضى مضطربة ودواعي التنظيم لحياة الإنسان تحيط به في كل ذرة من هذا الكون..
في تقلب الليل والنهار
واختلاف الفصول
والأحوال ونضوج الثمار
وتوالد الحيوان
، فالنظام هو سمة وعنوان الكون كله من الذرة إلى المجرة.
وجاء شرع الله مرسخاً لهذه الحقيقة الكونية في تعاليمه وأحكامه..
في العبادات والمعاملات.

فإذا لم يستجيب الإنسان لكل لهذه الدواعي والمؤثرات وينظم ما بقي من حياته مما أعطي حق الاختيار فيه فهو الاضطراب والصراع مع جميع المخلوقات من حوله وهو الضنك والتعب والتعاسة في حياته وهو

الإخفاق

وقلة الإنتاج

وضآلة العطاء في أعماله، ثم النهاية أن يصاب الفوضوي

بالإحباط واليأس والتوتر والقلق ــــــــــــــ حين يرى [[الناس وقد قطعوا شوطاً بعيداً في الحياة وهو ما زال يراوح في مكانه,,,،

والنتيجة النهائية لذلك كله... هو (ضياع الوقت الذي هو إهدااار الحياة)

ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.



ويمكننا أن نعرّف التنظيم تعريفاً مبسطاً سهلا
........... فنقول
إنه استخدام الوسائل الممكنة لتحقيق الأهداف المنشودة من خلال
خطة محكمة :.

وهذا يستدعي الإلمام بالأمور الآتية....))

· حجم الوسائل المطلوبة* معرفة أهمية كل وسيلة

ضبط الوقت الذين يحتاج فيه إلى كل وسيلة * * معرفة وتحديد مكان كل
وسيلة من العمل


وقبل ذلك كله صياغة الأهداف بعناية،
وليكن جميع ذلك من خلال خطة واضحة المعالم


[[بعض أسباب الفوضى وعدم التنظيم للحياة..
[أولا...
التهاون في استغلال الوقت
وتضييعه في التوافه من الأمور فالعاقل يدرك إن الزمن هو أنفاسه التي تتردد، وأن الدقيقة إذا مضت وانقضت فهي نقص من حياته كما قال الشاعر :
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان
"وما أعظم ما قاله أحد السلف" لآخر حين دعاه إلى بعض ما تضيعُ به الأوقات فقال له: أوقف الشمس حتى أستجيب لك.
والنفس إذا تعودت الحرص على الأوقات واستغلالها فيما ينفع ويفيد دفعها ذلك إلى تنظيم جميع أمور الحياة التي ظرفها الزمان، ولتكن حكمتك
الوقت هو الحياة فلا تضيعها وساعد غيرك على الاستفادة منها ).




[ ثانيا...
عدم التفريق ....... بين الأهم & الأقل أهمية

إذ أن بعض الناس يشتغل
بـ[الكماليات +الثانويات] &[المندوبات+المباحات]،
ويستنفذ وقته فيها، ويهدر ويفرّط في
الضروريات والكليات والفرائض والواجبات،
فهو كمن بذل جهده تقصيراً كبيراً في قواعد واعمد وجدران ذلك المنزل فآل به الأمر إلى أن أنهدم المنزل على من فيه ولم ينفعه تزوق الألوان ولا بهارج الأصباغ.
وهكذا حياة بعض الناس تجري
وراء المظاهر الفارغة
والمراءاة الكاذبة
والمناسبات
والمجلات ،



سوء التوقيت [ ثالثا...
في إنجاز العمل إما بتقديمه عن وقته المناسب أو تأخيرهعنه،
ولله درُّ الصدِّيق حين قال في وصيته للفاروق رضي الله عنهما:
[واعلم أن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار، وأن لله عملا في النهار لا يقبله في الليل].
والمتأمل في هذا الكون يتبين له أن الله قد جعل لكل شيء وقتاً محدداً
لا يتقدم ولا يتأخر عنه
كتقلب الليل والنهار
وطلوع الشمس وغروبها
واختلاف الفصول وإثمار الأشجار وتكاثر الحيوان،
وغير ذلك.
وعلى هذا السنن الإلهي كان شرع الله المنزل
كأوقات الصلوات
والصيام والحج والزكاة
وغيرها من الأعمال،
وبالتالي فيجب أن ينسجم الإنسان مع هذا الكون، وأن يجري على أحكام هذا الوحي فينظم حياته

[ رابعا...
عدم اكتمال العمل،

فكثير من الناس تمضي حياتهم في أعمال ومشاريع يخطون خطواتها الأولى ثم يتركونها إلى غيرها قبل اكتمالها، وهكذا إلى غيرها، وتنقضي أيامهم في بذر لا يرى حصاده ولا تجنى ثماره وتتراكم الأعمال وتكثر الأعباء والحياة محدودة والإمكانات مثل ذلك وإذا بالأيام تولت والإنسان يجري وراء سراب.

[ خامسا...تكرار العمل الواحد أكثر من مرة ظناً منه أنها لم ينفذه قبل ذلك ،
فمثلاً الإنسان الذي يعد بحثاُ علمياً ثم يمر به حديث نبوي
فيخرجه ثم يمر به
فيخرّجه مرة أخرى ثم مرة ثالثة،
وربمّا أكثر من ذلك فيضيع الأوقات ويهدر الجهد ولا جديد في العمل.
فالتعود على تكرار العمل بعد الفراغ منه دون حاجة
لذلك يقلل إنتاج الإنسان في الحياة،
ويضيع عليه كثيراً من الفرص التي كان يُمكن أن يفعل فيها الشيء الكثير لدنياه وآخرته.
وهذا الأمر وإن كان من نتائج الفوضى في الحياة
إلاّ أن التعود على هذا الأمر يصبح سبباً لغيره مما يتلوه
من فوضى في أعمال جديدة، ولذلك كما قيل :
السيئة تقود إلى مثلها والحسنة سبب لأخته

[ سادسا...عدم ترتيب العمل عند تنفيذه وإنجازه ترتيباً منطقياً منظماً،
فبعض الناس ينطلقون إلى إنجاز العمل وسواء عندهم بدؤوا بالمقدمة أو الخاتمة
[كمن.... يبني منزلاً فيبدأ بإعداد مستلزمات السقف قبل أن يبدأ في إعداد القواعد والأساسات
[أو من ... يبدأ الأعداد لقطف الثمار قبل بذر البذور وزرع الأشجار...
نعم ، الإعداد للأمور
قبل مفاجأتها وضيق أوقاتها مطلوب ولكن بعد أن تفرغ من الإعداد والعمل لما ينبغي أن يسبقها زماناً أو عقلاً ومنطقاً،
[ وإلاّ,, فرَّبما قضى الإنسان كثيراً من الأوقات،
وبذل كثيراً
من الجهود والإمكانات
في أعمال ربّما لا ينتفع بها
لعدم مجيئها في وقتها ومكانها،
ويضطر لتكرارها مرة أخرى
ولو تريث قليلاً ونظم عمله ورتب جهده
لما خسر كل هذا من حياته وجهده وإمكاناته،
والسبب في ذلك كله الفوضى والعشوائية الغوغائية،
وصلى الله وسلم على من قال (إن الله يحق من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه)

[ سابعا...تنفيذ العمل بصورة ارتجالية وعدم التخطيط له قبل إنجازه بوقت كاف.
وهذا ولا شك من أهم أسباب الفوضى في الحياة وعدم تنظيم الإنسان لحياته،
[إذا...
بالتخطيطيحدد الإنسان أهدافه من كل عمل يقوم به
ووسائله لتحقيق تلك الأهداف
وكيفية استغلال تلك الوسائل
ومكان كل شيء من العمل.
وبدون ذلك
فإنما هو الكدح
والاضطراب
والسير في ظلام لا تُعرف نهايته
ولا ماذا سيوصل إليه بعد ذلك،
 كيف تنظم يومك........... [[

إذا نجح الإنسان في تنظيم يومه نجح في تنظيم حياته
وكثير من الناس يواجهون أعباء الحياة يومياً
فبدون!!
تنظيم ولا تخطيط لأعمالهم فيرهقون أنفسهم،
ولا يبلغون أهدافهم ومحاولة مني ــــــــــــــ في مساعدتك أيها القارئ الكريم
في تنظيم يومك....... إليك [هذه الأفكار... التي أرجو أن تتحول إلى برنامج... وعمل...:


1- أعد قائمة بأعمالك اليومية في مساء اليوم الذي قبله أو في صباح اليوم نفسه واحتفظ بهذه القائمة في جيبك وكلما أنجزت عملاً فأشر عليه بالقلم.

2-أوجز عبارات الأعمال في الورقة بما يذكر بها فقط

3- قدر لكل عمل وقتاً كافياً وحدد بدايته ونهايته.

4-قسم الأعمال تقسيماً جغرافياً بمعنى أن كل مجموعة أعمال في مكان واحد أو في أماكن متقاربة تنجز متتالية حفظاً للوقت.


5- اجعل قائمتك مرنة بحيث يُمكن الحذف منها والإضافة إليها إذا استدعى الأمر ذلك.

6- اترك وقتاً في برنامجك للطوارئ التي لا تتوقعها مثل ضيف يزورك بدون موعد أو طفل يصاب بمرض طارئ أو سيارة تتعطل عليك في الطريق وأمثال ذلك.

7- بادر لاستغلال بعض هوامش الأعمال الطويلة لإنجاز أعمال قصيرة مثلاً عند الانتظار في عيادة الطبيب اقرأ في كتاب أو أكتب رسالة أو اتصل إذا وجد هاتف لإنجاز بعض الأمور وهكذا.

8- عندما يكون وضع برنامجك اليومي اختيارياً ، نوَّع أعمالك لئلا تصاب بالملل فاجعل جزءا منها شخصياً وآخر عائلياً وثالثاً خارج البيت .. إلخ
.
9- اجعل جزءاً من برنامج اليومي لمشاريعك الكبيرة كتطوير ذاتك وثقافتك والتفكير الهادئ لمشاريعك المستقبلة وأمثال ذلك
.
10- حبذا لو صممت استمارة مناسبة لكتابة برنامجك اليومي عليها، ثم صورت منها نسخاً ووضعتها في ملف لديك وجعلت لكل يوم منها واحدة ]]
.
المصدر/ كتاب "
حتى لا تكون كلاً
عوض بن محمد القرني

0 comments:

أخي الحبيب اعلم أن رأيك يهمنا , فإن كان نقداً فسيجعلنا نصلح من أنفسنا , وإن كان مدحاً فهو وسام على صدورنا , رجاء تجنب استعمال التعليقات لبث روابط إعلانية. كذلك ننبه إلى ضرورة الالتزام بصلب الموضوع و عدم الخروج عليه و لمزيد من التوضيحات يمكنك أخي الزائر قراءة سياسة الاستخدام الخاصة بالمدونة , وتذكر قول الله عز وجل (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

إرسال تعليق